خالد النجار المدير العام للموقع
العمل/الترفيه : معلم أول - أ الموقع : مصر أم الدنيا تاريخ التسجيل : 23/07/2009 عدد المساهمات : 1380 نقاط : 7082 العمر : 53
| موضوع: في قطاع التعليم من الأكثر حضورا وانضباطا ؟ الأحد أبريل 11, 2010 2:11 pm | |
| من الأكثر حضورا وانضباطا في قطاع التعليم؟
alamalnet.com
إن الغياب غير المبرر للموظف هو خيانة للأمانة، و مساطره من الناحية القانونية معروفة و معلومة لدى الجميع و لا يحتاج أحد أن يجعله شعارا من أجل الإصلاح أو يخصص له مذكرات للتصدي له إلا في حالة واحـدة وهي انحطاط الإدارة و سباتها حتى باتت لا تؤدي أبسط واجباتها وهـــي مراقبة الغياب، مما يعني أنها كانت غائبة فعلا.
و إذا أخذنا التعليم كنموذج فإن منظومته تتكون من فئات و أطر متعددة بدءا بالأستاذ و انتهاء بالوزير مرورا بالمدير و المفــتش و العامليـــــن بالنيابات والأكاديميات و أطر التوجيه و التخطيط و الإقتصــاد ... كلهـــا حلقات أساسية و كل خلل في أحدها سيصيب القطاع ما أصابــه اليـــوم، لكن مسؤولو هذا القطاع عندما يتحدثون مثلا عن الغياب لا يتحدثون إلا عن غياب الأستاذ و يأتون بإحصائيات قد يكون الواقع أكثر منها: لكن الذي لا يذكرونه و يتغاضون عنه هو محاسبة الجميع بما فيه أنفسهـــم بطبيعة الحال، و أنا اتحداهم أن يعطوا نسبة غياب المؤطرين و موظفي النيابات و الأكاديميات والوزارة و كل الفئات لأنهم سيكتشفون العجـــب العجاب منها الموظفون الأشباح و سيجدون فئات قد لا تعمل في السنة بكاملها سوى 30 ساعة في أحسن الأحوال و هي التي يعملها أستــاذ التعليم الإبتدائي في الأسبوع فقط على سبيل المثال...
إنه من باب الأمانة العلمية أن تكون الإحصاءات شاملة و غير مبتورة وإلا فهي مردودة و تمرر ايديولوجيات معينة. إن فكرة الموظف الصغير هو الذي يخطىء دائما و يجب أن يكون باستمرار تحت المجهر تنم عن ديكتاتورية العصور الغابرة، و هي من النتائج الأوليــــــة للبرامــــــج الإستعجالية أو الإرتجالية للإصلاح المزعوم. و نحن كمدرسين نعتبــــر بعض المذكرات :كالمذكرة 162 الصادرة بتاريــخ 14 أبريـــل 2008 والمذكرة 60 للدخول المدرسي و غيرها مذكرات استفزازية من ناحية تحميل الأستاذ وحده فشل التعليم أو أنه الأكثر غيابا. لقد نســـي هؤلاء أن الأستاذ هو الأكثر حضورا، و هو الذي ينجح الإحصاء العام في كل مراحله و العمليات الإنتخابية بكلأصنافها و عبر العصـور و هــو الذي ينتج أمثال مسؤولينا.
و إذا كان الشاعر قد قال : قـم للمعلـم وفـه التبجيـلا **** كـاد المعلم أن يكـون رسـولا
فتمت شاعر آخر قد قال : إذا أنت أكرمت الكريم ملكته **** و إذا أنت أكرمت اللئيم تـمردا
و عموما أشير إلى أن أخطر غياب هو غيــــــاب إرادة الإصـــــلاح الذي يتجلى في غياب التكوينات المستمرة و غياب البنيـات التحتيــة و التجهيزات و غياب ترقية حقيقيـــــة وغياب كليات لعلــوم التربيــة تستفيد منها الأسرة التعليمية أو على الأقل فئة التأطير بدل اجتــرار مصطلحات مترجمة، مستوردة و غير محينة وكذا غياب استراتيجيـة واضحة للإصلاح إذ كل مسؤول يركز على جزء من المشكل يتخبــط فيه طيلة ولايته معتقدا أن اصلاحه هو إصلاح المنظومة، حــتى بات هذا القطاع حقلا للتجارب ..
فهذه قد تكون أهم أسباب الفشل الذي لا يريد أحد إصلاحه. إن الإصلاح يا سادة شمولي و يجب أن تتظافر له كل الجهـود و يتجنــد له الجميع و تنخرط فيه كل الطاقات، فعلى سبيــل المثـــــــال : منـــــح الشواهد الطبية لغير مستحقيها سيجعل من الصعوبة التمييز بين الغياب المبرر و غير المبرر. وكذلك وجود موظفين أشباح في كل القطاعــــات و المدعمين من طرف كبار المسؤولين ناهيك عن انتشار الرشــــــــوة و المحسوبية و الزبونية و الإختلاسات، كل ذلك سيقف سدا منيعا أمام أي إصلاح و سيتم تمويهنا بمذكرات بات من الواضح أنها لن تأتي بأي جديد ما دام غياب الضمير هو آفة الأغلبية. و نحن كأساتذة يحز ذلك في أنفسنا غيرة على هذه البلاد و يصعب علينا أن نشير بأصابع الإتهام إلى فئة معينة بأنها سبب الفشل لأن ذلك يــــدل على قصور في فهم الإصلاح في شموليته بل نعتبر أن الجميع يتقاســــم هذه المسؤولية كل حسب موقعه، أما إذا كان حالنا هو تبادل التهـــــــــم فآجرنا الله و إياكم في الإصـلاح.
alamalnet.com
رضـــوان الرمتــــــي - مراكش موقع تربويات
. | |
|